زمن كالربيع حل وزالا ليت أيامه خلقن طوالا

livre

نكبر عاما بعد عام , وتمر السنوات تلو الاخرى ، ويبقى الحنين للماضي وللذكريات وأيام الدراسة ولزمن الطفولة يصاحبنا.
أشعر بهوىً لا حدّ له , وبشوق عارم لرائحة الورق.. ما عدت أحتمل تحريك البصمة ،فأناملي تشتاق للقلم وتحن لمداعبته…أشتاق الى ذلك الزمن الجميل الذي علمنا كيف نشرب من نهر الحياة العذب،ونغتسل من أحزاننا بموسيقاه الرائعة، ونتذوق سيمفونية الأحلام بتوهج وابداع.
كانت عقولنا كفراشات تحوم وتمتص رحيق أزهار المعرفة دون أن يكدر صفوها ضجيج، نبيت والعيون نائمة …لا انترنيت …لا واتساب …لا فيسبوك… ولا اسناب شات.. قبس جداتنا يضئ حواسنا , فنتذوق ونشعر ونحس بكنه جمال الكون من حولنا ويغامرنا شعور بالرضى هو سر سعادتنا الدائمة،نضاحك الطبيعة…يتساقط رذاذ المطر على أيدينا….ننعم بالنسيم العليل…نشتم رائحة الثرى حين تلامس قطرات الندى تبره…نقرأ القصص ونجوب المراكز بحثا عن جديد الكُتاب والمبدعين…نتسلى بكاريكاتير الجرائد والمجلات وبحكايات ألف ليلة وليلة… دون أفلام رعب ولا مسلسلات مدبلجة…تُضحكنا حركات عادل إمام وكوميديا حسن حسني…نجول في حدائق الشعر الغناء…بل نردده ونقلد الشعراء…تداعب…تسرح مخيلتنا مع أصداء رمال أحمدو ولد عبدالقادر،فنغني للجماهير،للسلام،للنضال،للحب ,للوفاء ،للفن، ننشُد الحرية بذواتنا لذواتنا ,دون أن نسمي ذلك خريفا ولا ربيعا ,وبدون تدخل من أحد.
كل خواطرنا عن الوطن وهمومه،لم تفلح الأيدلوجيات ولا السياسة في تفريقنا، فالحرية والمساواة والعيش الكريم مطلب للجميع، انا والسالم فال وعيشه وأحمد سواسية نتلقى درسنا دون تمييز ، لم يتجرأ أحدنا يوما أن يركب حمارا ايرانيا،ولا أن يمتطي صهوة جواد قطري.
أحن الى تلاوة القرآن , الى ضوء نار الحطب ورائحة الدخان.. الى خبز محمود الساخن وابتسامته الصافية، الى رائحة نعناع البطاح، الى خضرة الروابي في الخريف وهزيم الرعد،وضوء البرق، ورغاء الابل ولبنها ، الى غبار أقدام القطيع قبيل الغروب وثغاء الماعز( وصوت اجديان) ، الى خوار البقر الى رائحة (تسخان التاديت،) الى ظل خيمة وارف.
فمتى يرجع لدنيانا الصفاء ,ويعود للوطن جماله بأطيافه وسحره ,ونعود لأحضان أم دافئة قبل أن تذبحها مافيات الجيوب في أروقة المنظمات ،وتصنع من جلدها حكومات فاسدة مومياوات تعبدها…

 

زهراء نرجس

admin

admin